بدء التحقيق في عزل بايدن – إليكم كل التفاصيل

تعج أروقة السلطة في واشنطن بالدراما السياسية المتصاعدة، حيث بدأ مجلس النواب الأمريكي، الخاضع الآن لسيطرة الجمهوريين، تحقيقًا لعزل الرئيس جو بايدن. ومن المقرر أن تؤدي هذه الخطوة، التي تتماشى مع أجندة الحزب الجمهوري، إلى تكثيف المناوشات السياسية مع البيت الأبيض، خاصة مع اقتراب البلاد من الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

وأيد مجلس النواب، الذي أظهر انقساما واضحا على أساس حزبي، التحقيق بأغلبية 221 جمهوريا ومعارضة 212 ديمقراطيا. يعتمد أساس التحقيق على اتهامات بأن بايدن ربما حصد فوائد غير مناسبة من المعاملات التجارية لابنه هانتر. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أنه حتى الآن، لم يظهر أي دليل ملموس يشير إلى تورط الرئيس في أي مخالفات.

الادعاءات والردود الأساسية

وكان مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الجديد والحليف القوي للرئيس السابق دونالد ترامب، صريحا في تبرير التحقيق. ويتهم جونسون بايدن بتضليل الجمهور بشكل متكرر بشأن تورطه في المشاريع التجارية لابنه في الخارج. وتأكيدًا على الالتزامات الدستورية، يؤكد جونسون أن مجلس النواب يجب أن يسعى بلا هوادة إلى الحقيقة أينما تقود.

رداً على هذا التطور، انتقد الرئيس بايدن الجمهوريين في مجلس النواب، ووصف التحقيق بأنه مناورة سياسية غير مثمرة. وينتقد تركيزهم، مشيرًا إلى أنه بدلاً من التعاون في القضايا التي يمكن أن تحسن حياة الأمريكيين، فإنهم يتورطون في مهاجمته بناءً على الأكاذيب.

وبينما يتكشف هذا المسرح السياسي، بدأت ثلاث لجان تابعة للكونغرس بالفعل في التحقيق في ارتباطات هانتر بايدن التجارية. ويقول الجمهوريون إن تصويت مجلس النواب بكامل هيئته يعزز موقفهم القانوني بينما يسعون للحصول على مزيد من المعلومات من البيت الأبيض فيما يتعلق بهذه الأمور.

العملية ومصير هانتر بايدن

إن عزل الرئيس في الولايات المتحدة يشكل إجراءً دستورياً خطيراً، مخصصاً للجرائم الكبرى والجنح. وهو ينطوي على تحقيق شامل من قبل مجلس النواب، يليه التصويت. ومع ذلك، من أجل عزل الرئيس فعليًا من منصبه، يلزم إجراء محاكمة منفصلة في مجلس الشيوخ، حيث تكون الإدانة ضرورية. وقد شوهدت هذه العملية سابقًا مع دونالد ترامب، الذي واجه عزلًا من قبل مجلس النواب مرتين ولكن تمت تبرئته من قبل مجلس الشيوخ في كلتا المناسبتين.

وقد وافق هانتر بايدن، وهو محور هذه الادعاءات، على الإدلاء بشهادته علناً أمام الكونجرس حول شؤونه التجارية. ومع ذلك، فقد رفض مذكرة استدعاء تطالبه بشهادته الخاصة، مما يشير إلى أن الجمهوريين يشعرون بالقلق من كشف تكتيكاتهم. وخارج مبنى الكابيتول الأمريكي، أعرب عن تصميمه على ضمان عدم قيام لجان مجلس النواب بالعمل على أساس التشوهات والأكاذيب.

ويخضع هانتر بايدن أيضًا للتحقيق من قبل المستشار الخاص ديفيد فايس، الذي عينه المدعي العام ميريك جارلاند. ومؤخرًا، اتهمته وزارة العدل الأمريكية بتسع جرائم ضريبية فيدرالية، بما في ذلك التهرب الضريبي، لعدم دفع ما لا يقل عن 1.4 مليون دولار من الضرائب الفيدرالية في الفترة من 2016 إلى 2019.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه اتهامات بحيازة أسلحة بشكل غير قانوني، بعد انهيار صفقة الإقرار بالذنب في وقت سابق من هذا العام. وفي دفاعه، يعترف هانتر بايدن بأخطاء الماضي لكنه ينفي بشدة أي تورط مالي لوالده في تعاملاته التجارية.

مع استمرار هذه الملحمة السياسية في الانهيار، من الواضح أن التحقيق في عزل الرئيس بايدن هو أكثر من مجرد عملية تشريعية؛ إنه انعكاس للانقسام الحزبي العميق في السياسة الأمريكية. ومع اقتراب موعد انتخابات 2024، فإن هذا التحقيق سيشكل بلا شك المشهد السياسي، ويؤثر على الرأي العام وربما يغير مسار قيادة الأمة. وستكشف الأشهر المقبلة ما إذا كان هذا التحقيق سيؤدي إلى اكتشافات جوهرية أم أنه سيظل فصلاً مثيرًا للجدل في سجلات التاريخ السياسي الأمريكي.

المصدر: https://www.cryptopolitan.com/bidens-impeachment-inquiry-kicks-off/