الحكمة الشبيهة بالبيتكوين: دعوة إدوارد سنودن للخوارزميات لتحل محل المؤسسات

وقد سلط إدوارد سنودن، المبلغ المعروف عن المخالفات، مؤخراً الضوء على المخاوف المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على المراقبة وثقة الجمهور في المؤسسات. وفي عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، تلقى كلمات سنودن التحذيرية صدى لدى الخبراء وعامة الناس على حد سواء.

تآكل الثقة العامة وإمكانات الذكاء الاصطناعي التخريبية

تحذير سنودن يأتي على خلفية تراجع ثقة الجمهور في المؤسسات التقليدية. ويؤكد على ضرورة أن لا تقتصر نماذج الذكاء الاصطناعي على محاكاة القدرات البشرية فحسب، بل تتفوق عليها أيضًا. ويُنظر إلى هذا التقدم في الذكاء الاصطناعي باعتباره إجراء مضادا محتملا ضد تكتيكات المراقبة الغازية، التي كشف عنها سنودن في عام 2013. ويقول مقاول الدفاع السابق إنه مع استمرار المؤسسات في تقويض ثقة الجمهور، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورا محوريا في تشكيل عصر جديد تحل فيه الخوارزميات محل الخوارزميات. المؤسسات التقليدية.

النقاش حول مستقبل الذكاء الاصطناعي

تعد آراء سنودن جزءًا من نقاش أكبر حول دور الذكاء الاصطناعي في مجتمعنا. وقد أعربت شخصيات مثل إيلون ماسك وإريك شميدت عن مخاوفها بشأن المخاطر الوجودية التي يفرضها تطوير الذكاء الاصطناعي دون رادع. من ناحية أخرى، يعارض بيل جيتس وقف تقدم الذكاء الاصطناعي، مؤكدا على ضرورة التطوير المستمر رغم التحديات.

مخاطر الأمن والخصوصية الناتجة عن النشر السريع للذكاء الاصطناعي

ومما يزيد من تعقيد هذه المناقشة، حذر المعهد الوطني الأمريكي للمعايير والتكنولوجيا (NIST) من مخاطر الأمن والخصوصية المرتبطة بالنشر السريع لأنظمة الذكاء الاصطناعي. تشمل المخاطر التلاعب العدائي ببيانات التدريب، ونقاط الضعف النموذجية، وانتهاكات الخصوصية. وتسلط هذه المخاوف الضوء على الحاجة إلى اتخاذ تدابير تخفيف قوية لمواجهة التهديدات المحتملة.

التداعيات والتوجهات المستقبلية

تحذير سنودن هو دعوة للتأمل في مستقبل الذكاء الاصطناعي وسط تضاؤل ​​ثقة الجمهور في المؤسسات. إنه يثير أسئلة حاسمة حول دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة المراقبة والآثار الأخلاقية لتطوره السريع. مع استمرار تقدم التكنولوجيا، أصبح من المهم بشكل متزايد أن يتعامل المجتمع مع هذه التحديات بمسؤولية، وتحقيق التوازن بين الابتكار ومخاوف الخصوصية والأمن.

رؤى متوازية: دور الذكاء الاصطناعي في الحوكمة وثورة البيتكوين المالية

تتلاقى وجهات النظر الحكيمة لإدوارد سنودن حول الذكاء الاصطناعي والمبادئ الأساسية للبيتكوين حول موضوع مشترك: التحول نحو اللامركزية واستبدال المؤسسات التقليدية. وتركز رؤى سنودن بشأن الذكاء الاصطناعي على قدرته على تجاوز القدرات البشرية في مجال الحكم، وبالتالي مواجهة تآكل ثقة الجمهور في المؤسسات التقليدية. وهو يتصور مستقبلًا حيث يمكن للخوارزميات، وليس البشر، أن تكون في طليعة عمليات صنع القرار، ومعالجة قضايا التحيز وعدم الكفاءة والمخاوف المتعلقة بالخصوصية. وهذا يعكس روح البيتكوين، وهي عملة رقمية ثورية تعمل على شبكة غير موثوقة تعتمد على إثبات العمل (PoW). تتحدى Bitcoin النظام المالي التقليدي من خلال القضاء على الحاجة إلى البنوك المركزية والوسطاء.

وكما قال مؤسس بيتكوين ساتوشي ناكاموتو في عام 2009، "لقد كنت أعمل على نظام نقدي إلكتروني جديد يعتمد بالكامل على نظام الند للند، دون وجود طرف ثالث موثوق به". هذا النظام لامركزي تمامًا، ولا يوجد به خادم مركزي أو أطراف موثوقة، لأنه يعتمد على إثبات التشفير بدلاً من الثقة.

يمثل كل من الذكاء الاصطناعي، كما يراه سنودن، والبيتكوين نقلة نوعية: حيث يتم تقليل الاعتماد على الكيانات المركزية، ويتم إسناد الثقة إما إلى خوارزميات غير متحيزة أو توزيعها عبر شبكة شفافة وآمنة. في حين أن رؤية سنودن تشمل نطاقًا مجتمعيًا وحوكمة أوسع، وتستهدف عملة البيتكوين القطاع المالي على وجه التحديد، فإن المبدأ الأساسي للامركزية يظل نقطة محورية للحوار.

وفي الختام، تؤكد تصريحات سنودن على الحاجة إلى اتباع نهج دقيق في تطوير الذكاء الاصطناعي، مع الأخذ في الاعتبار إمكاناته كأداة لتعزيز الخصوصية وكمصدر لمخاطر جديدة. ولا يقتصر هذا النقاش على التكنولوجيا فحسب، بل يتعلق بمستقبل المجتمع والحوكمة في عصر الذكاء الاصطناعي.

مصدر الصورة: Shutterstock

المصدر: https://blockchain.news/analogy/bitcoin-like-wisdom-edward-snowdens-call-for-algorithms-to-replace-institutions